تاریخ انتشارپنجشنبه ۲۲ مرداد ۱۳۹۴ ساعت ۱۴:۱۷
کد مطلب : ۱۲۱۶
۱
plusresetminus
التربیة والإعداد للظهور، إستراتیجیات و حلول
زينب عبد الواحد الدحيلب
مقدمة
كوننا نعيش في عصر الغيبة الكبرى لقائدنا الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ولكوننا نعيش أحداثاً وتقلباتٍ ومنعطفاتٍ على جميع الأصعدة الروحية والاجتماعية والسياسية والثقافية فإننا نجد أنفسنا نعزي هذه التقلبات والمنعطفات بشكلٍ تلقائي إلى زمن الظهور فيشتد تطلعنا نحو طريق الخلاص وتشرئب أعناقنا نحو ذلك المنتظر الموعود المعقود على ظهوره خلاص هذه المعمورة من الظلم والفساد.
وعند تأملنا في قوله تعالى على لسان ذي القرنين (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) وربط الآية بذلك الدور العظيم وتلك الحركة التغييرية العالمية التي سيقودها ذلك المخلص المرتقب فإننا نستنتج بالبديهة أنّه وإن كان الإمام المهدي (عج) هو المُغيّر وإن كان هو القائد إلاَ أنّ استمداد العون من البشر يدلُّ بوضوح على أنَّ الحكومة الإلهية ليست استبداداً إلهياً، ولا هي تفويض مطلق للبشر، إنَّما هي طريق وسط وأمر بين أمرين حيث أعطت الآية الكريمة صورة رائعة تحافظ على إرادة البشرية في الحركة الحيوية، وتحافظ على عناية السماء وهدايتها ولطفها بالبشر في نظرية الاختيار والامتحان في الإصلاح وإقامة الحكم السياسي، وهذه هي نظرية وعقيدة مدرسة أهل البيت (ع)، المنبثقة من متن القرآن الكريم.
فالخليفة من قبل الله عندما يريد إقامة الإصلاح ودرء الفساد في الأرض لا بدَّ له من إعانة البشر بقوّة، وحينئذٍ يتمكَّن مع ما زُوّد به من أسباب لدنية، من القيام بتلك المهمة الخطيرة وذلك بلا شك يقودنا إلى الحديث عن التربية الممهدة بما يتناسب مع ذلك الدور العظيم المُمَّهَّد له، ومن هذا المنطلق فسوف نتحدث في هذا البحث المتواضع عن التربية الممهدة للظهور من ست زوايا راجين السداد والتصويب ممن عقدنا هذا البحث لأجله الإمام المهدي المنتظر أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء وسائلين المولى العظيم أحسن القبول.
دور الإمام فی رسم الخطة والمشروع التربوي الإسلامي
الخطة: في معجم اللغة العربية المعاصرة هي جمع خطط ومعناها مجموع التدابير والإجراءات المتخذة والهادفة لإنجاز عملٍ ما.
وإذا أردنا أن نقرن تلك التدابير والإجراءات بدور الإمام المهدي (عج) فمن المناسب جداً أن نبين علاقة مهمة جداً في التربية وهي التحرك بين الفعل ورد الفعل فنقول:
إنَّ الانحراف والأساليب الغير أخلاقية التي مارسها الفكر الوضعي في قبال الفكر الإلهي قد أخّرت تنفيذ ذلك الهدف الإلهي الكبير وهو إقامة حكومة الله في الأرض وتطبيقها على الساحة البشرية.
لكن ذلك الفكر الإلهي قد بقي صامداً حياً بما سخَّر الله له من رجالات يحملونه ويسعون لممارسته وتطبيقه، إلا أنَّ هذه الممارسة التطبيقية قد تحولت من الفعل إلى رد الفعل لاسيما بعد النبي الأكرم (ص) واغتصاب الخلافة من أمير المؤمنين عليه السلام.
وعملية التحول هذه لا بدَّ أن تحمل بين طياتها ذلك الفعل الأصلي، وهذا ما نكتشفه من تتبع الروايات والأحداث التاريخية.
ففي القضية المهدوية هناك تخطيط رباني للفكر المهدوي مبني على أساس الفعل أولاً و على أساس رد الفعل ثانياً، فالتخطيط لإقامة دولة التوحيد والعدل العالمية كان يمر من خلال خط الخلافة الحقيقية من بعد النبي (ص) والذي يمثله الأئمة عليهم السلام لتستمر عملية التربية الربانية للمجتمع والأمة وفق ما خطط لها النبي (ص)، فالخلفاء الحقيقيون لو وُضعوا في مناصبهم التي نصبهم الله إياها لأكملوا مشوار الرسالة وحققوا ذلك المجتمع التوحيدي الصالح وأوصلوه إلى مرحلة الرشد والارتقاء الروحي الكامل الذي يؤهله لأن يكون نموذجا كاملا لإقامة الدولة النموذجية في العالم وبذلك تدخل الأمم في دين الله أفواجا، وهذا الأمر كان له أن يتحقق في السبعين من الهجرة كما في رواية الكافي عن أبي حمزة الثمالي عن الباقر عليه السلام حيث قال: سمـعت أبا جعفر عليه السلام يقول:
(ياثابت إن الله تبارك وتعالى كان قد وقّت لهذا الأمر في السبعين فلما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض إلى أربعين ومائة، فحدثناكم فأضعتم الحديث وكشفتم الستر ولم يجعل الله بعد ذلك وقتا عندنا ،(يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) .
فعندما خذلت الأمة قادتها الحقيقيين، كان لابد من وجود رد فعل لذلك وهو أن يقوم المعصوم بتحمل أعباء ذلك المشوار الطويل الذي يكون بتأسيس قاعدة مؤمنة بالإسلام الحقيقي وبالفكرة الكبيرة وهذا يتطلب أن يتخطى آلاف أن لم تكن ملايين العقبات التي استهدفت الخط الأصيل وأرادت طمس معالم الإسلام، ومنها الفكرة المهدوية التي أسس لها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الأئمة عليهم السلام وهكذا بدأ رد الفعل على أساس هذا الانحراف.
وهذه نماذج من منهج رد الفعل في حياة الأئمة عليهم السلام:
النموذج الأول: اعتزال أمير المؤمنين عليه السلام لهذا الأمر حين تخاذلت الأمة عن نصرته واستلبت الخلافة منه فتوجه في بادئ الأمر إلى جمع القرآن بالشكل الذي يبين حقيقة الإسلام والذي رفضه القوم ثم بقي معزولا عن الممارسة السياسية إلا في حالات استوجبت تدخله لضرورة حفظ الإسلام ولكنه مع ذلك مهد لقضية الإمام المهدي عليه السلام ومستقبل الإسلام وتربية جيل يقوم بحفظ الإسلام ونقل الفكرة إلى الأجيال القادمة وتثبيتها في فكر الأمة وهذا هو الفعل الذي ظهر من أمير المؤمنين عليه السلام من خلال رد فعله.
النموذج الثاني: ما حصل مع الإمام الحسن عليه السلام حين خذلته الأمة مما جعله يقبل الصلح كرد فعل على الانحراف، ولكن ومن خلال شروط الصلح أظهر الإمام حقيقة الإسلام وحقيقة الإمام وحقيقة الطرف الآخر للأمة الغافلة والمتقاعسة عن نصرة الحق.
والنموذج الثالث: ثورة الإمام الحسين عليه السلام وهي أيضا رد فعل على ممارسات النظام الأموي الفاسد، فقد اظهر الإمام عليه السلام الفعل الحقيقي للإسلام ومهد من خلاله في توسيع القاعدة المؤمنة بخط أهل البيت ومن ثم بقضية الإمام المهدي عليه السلام.
وعندما نأتي لغيبة الإمام المهدي عليه السلام نفسه فإنها رد فعل على محاولات الإجهاز عليه عليه السلام واغتياله أو لأسباب أخرى كثيرة غاب من أجلها عليه السلام ومن خلال غيبته الشريفة هذه يقوم بتهيئة الأمور لإظهار الفعل الإسلامي من خلال ظهوره الشريف الذي سيكون خاتمة لردود الفعل، ويكون الفعل المهدوي الإسلامي هو السائد والمبيد لكل ردود الفعل.
ولقائلٍ أن يقول: أي خطة للإمام وأي مشروع وهو غائب، ولكن الواقع أنَّ الغيبة لا تعني الانقطاع فعن جابر الأنصاري أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هل ينتفع الشيعة بالقائم عليه السلام في غيبته؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم:إي والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب .
والمهمة التي تنتظر الإمام المهدي عند خروجه مهمة خطيرة لم يتحمل نقلها ولم يستوعبها تاريخ الإنسان على امتداده وسعته، ولم يتأت لها التحقيق في تاريخ البشرية، فإقامة دولة عالمية تخضع لها جميع الشعوب والمجتمعات حيث يصبح البشر كلهم رعية لقائد واحدة، وفي ظل حكومة مركزية واحدة، يسودها النظام الإسلامي، كل ذلك لابد له من تخطيطٍ يتناسب مع حجم هذه المهمة العظيمة.
يقول الإمام الصادق عليه السلام وهو يتحدث عن عالمية دولة الإمام المنتظر: (إذا قام القائم المهدي لا تبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) .
وعندما نعي حقيقة وجود الإمام عليه السلام وفاعليته في الساحة سوف ندرك أنه الإمام الحي الذي يعيش على هذه الأرض ويعيش مع آمال الناس وآلامهم ويشاركهم أحزانهم وأفراحهم وأنه يرعى شؤون الأمة، صغيرها وكبيرها حتى أنه ورد في إحدى رسائله عليه السلام للشيخ المفيد رحمه الله انه قال:(لا يعزب عنّا شئ) فهو القائد وهو صاحب الأمر وهو المرشد والمسدد وهو الذي يحمل جبالاً من الهموم لما يراه في كل لحظة مما يلم بشريعة الله تعالى من التفريط وما يلم بشيعته من الظلم والاضطهاد.
ويمكن أن نوجز أهم المهام التي يقوم بها الإمام الغائب (عج) فيما يلي:
رعاية الكيان الإسلامي
يقول الإمام المهدي(عليه السلام) في رسالته الأولى للشيخ المفيد: «... فإنّا نحيط علماً بأنبائكم ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مُذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء» .
فالإمام عليه السلام يعلم بأوضاع المؤمنين ويحيط علماً بالتطورات التي تحصل لهم ومحاولات الاستئصال والإبادة التي يتعرّضون لها ويتخذ الإجراءات اللازمة لدفع الأخطار عنهم بمختلف أشكالها، وهذه الرعاية هي أحد العوامل الأساسية التي تفسر حفظ أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) واستمرار وجودهم وتناميه على مدى الأجيال على الرغم من شدة الحملات التي عُرِّضوا لها والإرهاب الفكري الحاد الذي مورس ضدهم لقرون طويلة فهذه التصفيات الجسدية والمحاربة الفكرية الواسعة التي شهدها التأريخ الإسلامي كانت قادرة ولا شك على إنهاء وجودهم جسدياً وفكرياً لولا الرعاية المهدوية.
حفظ الإسلام النقي
فمن مظاهر قيامه(عليه السلام) بهذه المهمة في غيبته تسديد العمل الاجتهادي للعلماء والفقهاء ومنع إجماعهم على باطل بطريقة أو بأخرى، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: (إن الله لا يدع الارض إلا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم، وإذا نقصوا أكمله لهم، فقال: خذوه كاملا، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ولم يفرق بين الحق والباطل) .
والأخبار في هذا المعنى أكثر من أن تُحصى، ومقتضاها تحقق الرد عن الباطل والهداية إلى الحق; من الإمام في زمن الغيبة و هو يحصل بالأسباب الخفية كما يشعر به حديث السحاب.
تسديد الفقهاء.
إنَّ نظام النيابة الخاصة في الغيبة الصغرى كان تمهيداً لإرجاع الأمة في الغيبة الكبرى إلى الفقهاء العدول كممثلين له (عليه السلام) ينوبون عنه كقيادة ظاهرة أمر بالرجوع إليها في توقيعه الصادر إلى إسحاق بن يعقوب: «وأما الحَوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم» .
فالفقهاء العدول يمثلون في الواقع واسطة بين الأمة والإمام _ عجل الله فرجه _ مما يعني أن يحظى بعضهم _ وخاصةً الذين يحظون بمكانة خاصة في توجيه الأمة ودور خاص فكري أو سياسي في قيادتها _ بتسديد من قبل الإمام _ عجل الله فرجه _ بصورة مباشرة أو غير مباشرة وبالخصوص في التحركات ذات التأثير على مسيرة الأمة وحركة الإسلام، فهو يتدخل بما يجعل هذه التحركات في صالح الأمة أو بما يدفع عنها الأخطار الشديدة الماحقة، وقد نقلت الكثير من الروايات الكاشفة عن بعض هذه التدخلات والتي لم تنقل أو لم تدون أكثر بكثير. فقد يتدخل الإمام بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة عبر أحد أوليائه.
مبادئ و أهداف التربیة الإسلامیة، والتأکید علی دور الإمام (التربیة الممهّدة والمعدة للظهور)
ما هي التربية الإسلامية؟
للتربية من وجهة النظر الإسلامية عدة تعريفات منها:أنها الهداية وتوجيه المسار التكاملي للإنسانية، أو خلق الأرضية الجديدة للفرد على النضوج والتكامل في جميع المجالات.
و منها: أنها عملية مقصودة تستضئ بنور الشريعة تتطلّع إلى تنشئة جميع جوانب الشخصية الإنسانية لتحقق العبودية لله سبحانه وتعالى، ويقوم بها أفراد ذوو كفاءة عالية بتوجيه تعليم أفراد آخرين وفق طرق ملائمة مستخدمين محتوىً تعليمياً محدداً وطرق تقويم ملائمة.
ومع كثرة التعريفات التي أعطيت للتربية الإسلامية إلا أنها تلتقي عند قاسم مشترك وهو التوجيه الإسلامي للعملية التربوية بمفهومها الواسع سواء من حيث بناء المناهج، أو تأليف محتوى الكتب أو طرق التدريس أو استخدام الوسائل التعليمية أو أساليب التقويم.
مبادئ وأهداف التربية الإسلامية
تتمركز أهداف التربية الإسلامية في عصر الغيبة الكبرى حول تربية الأفراد و الأمة ككل من الناحية الفكرية والروحية، حتى يكون لها القابلية لاستيعاب وفهم وتطبيق القوانين الجديدة في دولة الحق العالمية.
وبشكلٍ عام فإنَّ التربية الإسلامية يجب أن تستبطن مفاهيم الفكر الإسلامي بتصوراته، وقيمه ونظرياته في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فعقيدة الإسلام تؤكد مبدأ وحدانية الله، ثم يبنى عليها كافة التشريعات، والنظم التي تتفق مع الغاية التي من أجلها خًلق الإنسان عبر الأهداف التالية:
1. إتمام النور الإلهي وإظهار الإسلام على الدين كله:
قال تعالى: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) وقد صرّح المفسرون من مختلف المذاهب الإسلامية بأنّ هذا الوعد الحتمي الوقوع إنما يتحقق في عصر المهدي الموعود حيث يظهر الإسلام على جميع الأديان فيعم المشارق والمغارب.
2. استخلاف صالحي المؤمنين
قال تعالى: (ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) حيث تكون مقاليد المجتمع البشري برمته بيد الصالحين الذين كانوا يُستضعفون في الأرض والذين يمثلون الإسلام المحمدي الأصيل، فإذا مكنهم الله في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وأقاموا حدود الله.
3. إقامة المجتمع التوحيدي الخالص
فنتيجةً لما سبق نصل إلى إقامة المجتمع التوحيدي الخالص الذي يعبد الله وحده لا شريك له بأمنٍ دونما خوف من كيد منافق أو كافر، وتتوفر بذلك جميع الظروف اللازمة لتحقق العبادة الحقّة لله والتكامل الإنساني لذا فلا حجة بالمرّة لمن يكفر بعد ذلك (فأولئك هم الفاسقون) حقاً لأنهم أعرضوا عن الصراط المستقيم مع توفر جميع الأوضاع المناسبة لسلوكه.
4. تحقق الغاية من خلق النوع الإنساني
قال عزّ وجلّ: (وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون) .
حيث عقد السيد الشهيد محمد الصدر(قٌدّس سره الشريف) بحثاً عقائدياً تفسيرياً استند فيه لهذه الآية الكريمة لإثبات حتمية ظهور دولة المهدي الموعود _ عجل الله فرجه. لأن تحقق هذه الغاية أمر حتمي إذ إنّ من المحال تخلف مخلوق عن الغاية من خلقه، والآية تتحدث عن النوع الإنساني وتحقق العبادة الحقة فيه على الصعيدين الفردي والاجتماعي العام في المجتمع الإنساني وهذا مالم يتحقق في تأريخ الإنسان على الأرض مُنذ نزوله إليها لذا لابد من القول بحتمية تحققه في المستقبل في دولة إلهية تقيم المجتمع التوحيدي الصالح العابد لله وحده لا شريك له.
5. إنهاء الردة عن الدين الحق
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا مَن يرتدَّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) .
فقد استدل العلامة الطباطبائي(رحمه الله) على أن هذه الآية الكريمة تتحدث عن عصر الظهور المهدوي وأن الردة المقصودة فيها هي عن الدين الحق إنما تكون مع البقاء على ظاهر الإسلام وذلك بموالاة اليهود والنصارى وإتباعهم في طريقة الحياة في مختلف شؤونها كما هو حاصل اليوم حيث الانحراف الذي يصيب العالم الإسلامي قبل الفتح المهدوي.
وفيما يتصل بالعملية التربوية التي تقوم على عاتق المعصوم فإنه يحق لنا أن نطرح السؤال التالي:
لماذا لم يظهر الإمام المهدي في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولماذا لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو المهدي؟ و لماذا لم يكن الإمام علي عليه السلام وهو سيد الأئمة هو الإمام المهدي؟ وهكذا لو أردنا أن نجري السؤال على كل إمام من الأئمة المعصومين عليهم السلام.
والواقع أن كل واحد منهم سلام الله عليه له دور تأريخي في تطوير حياة الإنسان وفي تأهيل المجتمع الإنساني لكي يدخل الدور المتقدم الذي يوصله إليه الإمام المتقدم، أي أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان دوره إيصال البشرية إلى مستوى معين، بحيث تتأهل البشرية لأن تتحمل ولاية علي بن أبي طالب ثم إن لأمير المؤمنين عليه السلام دوره الذي سلمه للإمام الحسن، وهكذا الأئمة من بعده، ولكل دور من هذه الأدوار تشخيصه الخاص به.
وهذا الدور هو دور مشترك قام به جميع الأنبياء والأوصياء السابقين وهو تأهيل المجتمع البشري لتقبل العقيدة المهدوية، وبذلك نصل إلى أنَّ حركة الإمام هي الحلقة الأخيرة للنهضة البشرية وأنًّ المجتمع الذي يظهر فيه الإمام (عج) يجب أن يكون قد بلغ أقصى مراتب النضج في كافة النواحي الفكرية والروحية والعقائدية.
إنَّ الفهم الصحيح للانتظار يدفع الأمة إلى التحرك ويبعث فيها روح الحماس ويشعرها بمسؤوليتها التاريخية، و أنها هي المسؤولة عن تأخير الظهور بابتعادها عن الشريعة وعدم إصلاحها لنفسها وعدم ارتقاءها إلى المستوى المنشود في العقيدة والوعي الأخلاق والتضحية و أنَّ الإمام هو الذي ينتظر الأمة لتقوم بالجزء الآخر من العملية التمهيدية وهذا يقودنا للحديث عن الدور الفعال للفرد والمجتمع في هذا المضمار عبر المحاور الآتية:
المناهج التربویة و التعلیمیة والتمهید والإعداد للظهور
يتوجب أن تخلق المناهج التربوية والتعليمية أفراداً واعين متميزين ممهدين وبما أنَّ هوية الإنسان متعلقة بمنطلقاته الفكرية وبنائه العقائدي، فإنه كلما كان البناء الفكري والعقائدي محكما ورصينا كلما استوعبت هذه الشخصية تلك المنطلقات، وقويت وترسخت فيها الهوية وتميزت، كنسق فكري بين الأفكار وأثرت كثيرا في الميدان.
ويحدد السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره في حديث عن الشخصية الإسلامية ثلاثة مقومات لهذه الشخصية الإسلامية هي:
أولا: طاقة فكرية يتعامل بها مع الوجود و الموجودات
ثانيا: طاقة روحية يتعامل بها مع الله عزوجل
ثالثا: طاقة أخلاقية يتعامل بها مع المجتمع
وهذه المقومات متفاعلة مع بعضها البعض وغير متحجرة، و إن الإنسان المنتظر لكي يتمتع بشخصية مهدوية متميزة ومتكاملة وذات هوية حقيقية تميزه عن غيره فيجب أن يمتلك هذه المقومات الثلاثة والتي ننزلها من منظورها الإسلامي العام إلى منظورها المهدوي الخاص، وبما بلائم الخصوصية المهدوية.
فعلى رأس هذه المقومات الثلاثة الطاقة الفكرية في الشخصية المهدوية، فالإنسان المهدوي جزء من هذا النظام الوجودي بكل ما يحمل من تكاملات ومقامات، وهذا الوجود فيه مكوناته التكوينية، ومنها الفكرية العقائدية وبحكم وجوده فيها فوجب عليه فهم واستيعاب حقائقها لكي يبني منظومته الفكرية بشكل متين، وبالتالي يتعامل معها تعاملا صحيحا، لان هذا الوجود هو برنامج متكامل يكمل بعضه بعضا فإذا جهل موقعه منها أو موقع أي منها والتأثيرات المتبادلة بين هذه الموجودات، فانه سوف يخسر الكثير من المعرفة التي تنجر إلى السلوك والتعامل، و الإنسان المهدوي يختلف عن غيره لأنه يحمل في جوهره رؤية كونية يفسر على أساسها علاقته بالمجتمع، وعلاقات أفراد المجتمع ببعضهم البعض.
ومن هنا فان المناهج التربوية يجب أن تتوخى العمل على المحاور الآتية:
أولاً:الفكر التوحيدي الراقي الذي يستلهمه المنتظر من معلمه الأول وهو النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة أهل البيت عليهم السلام ومن ثم يستلهمه من قائده المعاصر الإمام المهدي عليه السلام أي من مصدر القرآن وأحاديث العترة الهادية ومناجاتهم وزياراتهم وادعيتهم وخطبهم التي هي أنوار تبين مقام التوحيد بأرقى صورة.
هذه القضية هي المقوم الأول في شخصية المنتظر، وتشكل الحصانة الأكبر له من كل الزلات والتحديات وهذا المصدر المهم جدا الذي يتغذى منه دائما في كل مسيرته، ليواجه الواقع وبرفده بكل الأفكار المهدوية ويرد على الشبهات التي كثيرا ما تواجهه.
ثانياً: الطاقة الفكرية من حيث معرفة إمامه بشكل حقيقي، يتحدر من معرفة مفهوم الإمامة ومقوماتها وخصائصها ومرورا إلى متعلقاتها مثل العصمة وعلم الإمام وغيره، ونزولا إلى معرفة الخصائص الشخصية للإمام عليه عبر معرفة سيرته أو مقاماته الملكية و الملكوتية.
ثالثاً: أن يتمتع المنتظر بدائرة تتسع لاستيعاب القراءات الموجودة على الساحة الفكرية كافة، انطلاقا من قراءته لفكر مجتمعه، ثم إلى دائرة المتفقين معه في الفكر ومن ثم إلى المختلفين معه فيه بعضاً أو كلاً.
لذا فإن المناهج التعليمية والتربوية يجب أن تساعد المنتظِر لأن يكون مرآةً للمعرفة الكلية تتجلى فيها اغلب القراءات المهمة في الساحة المتعلقة بإحياء روح الانتظار لدى الإنسان وتحقيق السعادة للبشرية وذلك عبر:
1 - ترسيخ العقيدة الدينية لخلق الفرد الصالح المتمسك بدينه وعقيدته.
2 - مساعدة الأفراد على المحافظة على دينهم وعقائدهم (كالتوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد) وإقامة الشعائر الدينية والعبادات الإسلامية وإتباع أوامر الله واجتناب نواهيه.
3 - تحقيق الوحدة الدينية والفكرية القائمة على العقيدة السليمة بفهم وإدراك، وتعريف الأفراد بدينهم وخصائصه ما يميزه عن غيره من الديانات الأخرى.
4 - بناء شخصية متكاملة بأبعادها المختلفة الجسمية والعقلية والروحية والخلقية والوجدانية والاجتماعية، لتكون قادرة على القيام بواجباتها تجاه الله وتجاه أنفسهم وتجاه الناس.
5 - تنمية الضمير الديني الحي اليقظ وتطهير القلب والنفس من كل ضلالة ومراقبة الله في السر والعلن وغرس القيم والفضائل في النفوس.
6 - تنمية روح الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) والمحبة والرحمة والتسامح واحترام الآخرين وحقوقهم وعدم التعصب.
7 - تنمية قدرات الفرد وإمكانياته ليتمكّن من مواجهة مشكلات الحياة بأسلوب ديني.
8 - إرشاد الفرد وتوجيهه إلى تراثه الثقافي الإسلامي الأصيل ومساعدته على مواجهة التيارات والفلسفات المناهضة للإسلام.
ولذا فإن العمل على تخريج أفراد إلى المجتمع متحصنين بالعقيدة الصلبة والأسس الدينية المتينة في خضم هذه التحديات وفي خضم هذه الاعتداءات السافرة على الإسلام وعلى رموزه يُعتبر من أهم المشاريع التي يجب أن يهتم بها المسلم وتهتم بها الأسرة والمدرسة والمنتديات والجمعيات وغيرها ممن نذر نفسه لخدمة الإسلام والمسلمين.
إن سياسة المواجهة المسلحة كما كان في العهدين الأموي والعباسي قد أثبتت فشلها بل أثمرت نتائج معاكسة لما كانوا يطمحون إليه، ولذا فإنَّ الأعداء بعد فشلهم الذريع لجئوا إلى سياسة جديدة بعيدة عن العنف بجميع ألوانه وهي سياسة بث الفتن والشبهات بين المسلمين لخلق الاختلاف فيما بينهم.
وواضح أنَّ أنجح طريق لمجابهة هذا النوع الجديد من الحرب، يكمن في التربية الإسلامية الصحيحة التي تستقي أصالتها من كتاب الله ومن أهل البيت (عليهم السلام) فهما من يوصل المرء إلى برّ الأمان في خضم هذه المواجهات العاتية وهذا عهد عهده إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: (إنِّي‌ تَارِكٌ فِيكمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌) .
أسلوب ونمط الحیاة و التربیة الممهّدة والإعداد للظهور:
انطلاقاً من أنَّ المنتظِر يجب ألا يقف مكتوف الأيدي حتى لا يُوسم انتظاره بالصفة السلبية توجب عليه أن يعمل على تكليفه الشرعي ويسعى في العملية الإصلاحية،ومن ذلك فإن سلوك المنتظر في عهد الغيبة الكبرى يجب أن يتمحور حول نقطتين رئيسيتين:
الأولى: تعديل السلوك بما يتسق مع روح انتظار الفرج، حيث لا يسع المنتظِر للإمام المهدي عليه السلام والمترِقِّب للفرج إلا المداومة في تعديل السلوك وتصحيح الأعمال وتطبيقها على ضوء الشريعة الإسلامية تحسباً لظهور القائم عجل الله فرجه، وذلك بإتباع الآتي:
1. أن يجعل من نفسه شخصية إسلامية واعية، وذلك بتعميق الوعي العقائدي، والالتزام بالسلوك الإسلامي الصحيح.
2. تهيئة النفس وتربيتها على التضحية والبذل والجهاد في سبيل الله والممارسة الفعلية للعطاء والتضحية عن طريق:
أ) تغذية النفس بالثقافة الدينية الواعية، التي تحث الإنسان وتجند كل مشاعره وأحاسيسه باتجاه البذل والتضحية والعطاء، كالقرآن الكريم ونهج البلاغة، وأحاديث أهل البيت عليه السلام، وتعاليهم.
ب) الممارسة الفعلية للعطاء والتضحية في سبيل الله حسب الإمكانات والظروف بالتبرع بالمال للمحرومين والمساهمة في الأعمال والنشاطات الخيرية والدفاع عن قضايا الحق والعدل في المجتمع والاهتمام بشؤون الأمة.
3. القيام بدور التمهيد لظهوره عليه السلام وذلك ببث الوعي الإسلامي الصحيح على أوسع نطاق في العالم.
وهذا هو المعنى الحقيقي الإيجابي للانتظار.. وهنا يتجلى الدليل في تأكيد الأخبار على أن: (أفضل العبادة بعد المعرفة انتظار الفرج) .
وطالما أن قضية الانتظار ترتبط بالفكر والعقيدة المهدوية، فإنه يمكن النظر إلى هذا المفهوم من ثلاثة آثار وهي:
1. الأثر المعرفي: ويعني ثقافة الانتظار وأحكامها، ومعتقدات المنتظرِين وأفكارهم وما لديهم من أدلة وبراهين لتأييد عقيدة المهدي المنتظر، واستشراف حوادث المستقبل وأخذ الموقف الشرعي تجاهها.
2. الأثر الوجداني: ويتمثل في المشاعر السيكولوجية المؤثرة سلباً وإيجاباً في المنتظرِين للمهدي الموعود عليه السلام ويشمل كآفة الاستعدادات النفسية والذهنية وقبول تحديات ومشاكل عصر الغيبة.
3. الأثر السلوكي: توجيه الإنسان المنتظر.. سلوكياً وأخلاقياً نحو تطبيق مناهج الإسلام المختلفة في الحياة، وممارسة المنتظرين للأحكام الإسلامية والأعمال العبادية حسب الفكر والعقيدة المهدوية في عصر الغيبة.
الثانية: الدعاء بتعجيل الفرج، الدعاء من الوسائل العظيمة والحبال المتينة وهو من دلائل المحبة و وسيلة حيَّة وفاعلة للتعبير عن هموم المنتظرين وآمالهم، لما له من إسهام في تهيئة الظرف المؤهَّل لاستقبال الإمام عجل الله فرجه، وهو دليل صدقٍ للإيمان بالعقيدة المهدوية والإيحاء بها مما يؤدي إلى تركيزها في نفس المؤمن المنتظِر.. فالدعاء بتعجيل فرج الإمام عجل الله فرجه يشعر المؤمن أنه يعيش ذكر إمامه الغائب، فيعمر قلبه دائماً بالشوق والحنين إليه عليه السلام.
قال زرارة بن أعين للإمام الصادق عليه السلام: جعلت فداك فإن أدركت ذلك الزمان فأي شيء أعمل قال: يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فأدم هذا الدعاء: (اللهم عرِّفني نفسك، فإنّك إن لم تعرِّفني نفسك لم أعرف نبّيك، اللهَّم عرِّفني رسولك فإنّك إن لم تعرِّفني رسولك لم أعرف حجّتك، اللهَّم عرِّفني حجّتك فإنّك إن لم تعِّرفني حجّتك ضللت عن ديني) .
أما كيفية الدعاء بتعجيل الفرج فله صور وأشكال عديدة منها:-
1. أن يسأل الله تعالى تعجيل فرج آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
2. أن يسأل الله تهيئة الأسباب التي توجب تعجيل الفرج.
3. أن يسأل الله رفع ما يمنع من ظهوره عليه السلام.
4. أن يطلب من الله تعالى هلاك أعدائه.
5. أن يسأل الله بسط العدل والقسط في مشارق الأرض ومغاربها.
6. أن يسأل الله أن يجعل أجر عباداته وأعماله التعجيل في فرج الإمام المهدي عليه السلام، إلى غير ذلك من صور الدعاء التي يجريها الله تعالى على لسان المنتظر الحقيقي إذا ما أخلص هدفه لله.
ويمكن ملاحظة أهمية التأهيل في حياة المنتظر من خلال التأمل في دعاء العهد المأثور والمروي عن الإمام الصادق (ع) والذي يواظب عليه المنتظِر بعد صلاة الفجر من كل يوم حيث يؤكد هذا الدعاء على:
1) البيعة للإمام و الاعتقاد بأنه (عج) هو من يقود البشرية لاجتثاث جذور الظلم والجور والطغيان عنهم، وهو من يملأ الأرض قسطا وعدلا.
(اللهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِي هَذَا وَمَا عِشْتُ مِنْ أَيَّامِي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي لا أَحُولُ عَنْهَا وَلا أَزُولُ أَبَداً)
2) نصرة الإمام والاستعداد النفسي للتفاني في أهدافه (عج) والتضحية بالغالي والنفيس في سبيلها.
(اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ وَأَعْوَانِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ وَالْمُسَارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ وَالْمُحَامِينَ عَنْهُ وَالسَّابِقِينَ إِلَى إِرَادَتِهِ وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ)
ولا يقتصر ذلك في حال الحياة بل يحمله معه بعدها، بالطلب من الله العودة إلى دار الدنيا للحضوة بشرف النصرة.
(اللهُمَّ إِنْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ الْمَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلَى عِبَادِكَ حَتْماً فَأَخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي شَاهِراً سَيْفِي مُجَرِّداً قَنَاتِي مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعِي فِي الْحَاضِرِ وَالْبَادِي)
3) الالتزام الكامل بمنهج الإمام (عج) وهذا يعني اتساق السلوك بما ينسجم مع منهج الدين الحنيف، وحينها يكون مؤهلا للدخول في عملية الإصلاح الكبرى تحت راية الإمام.
(اللهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشِيدَةَ وَالْغُرَّةَ الْحَمِيدَةَ وأكحل نَاظِرِي بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ وَاسْلُكْ بِي مَحَجَّتَهُ فَأَنْفِذْ أَمْرَهُ وَاشْدُدْ أَزْرَه‏)
المؤسسات الثقافیة و التربویة الممهّدة والإعداد للظهور
لا يخفى على ذي لبٍ تزايد الضرورة لتفعيل المؤسسات الثقافية في المجتمع لخدمة القضية المهدوية عن طريق تكوين جيلٍ واعٍ يتفاعل مع هذه القضية كما أنها قضيته الخاصة وشغله الشاغل، وإذا تخطينا دور الحوزات العلمية الفاعل في هذا المجال فإننا نجد الكثير من المؤسسات الثقافية يمكن أن يعقد عليها الأمل لتساند الحوزات العلمية في هذا المضمار ومنها:
الإعلام الإسلامي
1. بحيث يخرج من دوره المعتاد في الترويج للإسلام كمعتقد وعبادات ومعاملات إلى التعريف بالنهضة المهدوية وإقناع المتلقي الواعي أو غير المتعلم أو المخالف عقائديا أو المشكك الجاهل بظهور المصلح العالمي الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف).
2. توظيف التقنيات الحديثة للإعلام المرئي والمسموع كالفضائيات والإذاعات لتطوير الخطاب الإعلامي الإسلامي المهدوي.
3. بالإضافة للمطبوعات من مجلات وصحف وإصدارات إسلامية والحث على الاستفادة القصوى من الانترنيت كوسيلة متقدمة بالتخاط
الفن والفنون
إن أفضل وسيلة لنشر ثقافة التمهيد هو الفنون بكل إشكالها لأن الفن وسيلة محببة إلى النفوس و وسيلة تعبير عالمية تعبر الأفاق والقارات بسهولة خصوصا بعد هذا التطور الهائل في وسائل الاتصال لذا فيتوجب على المهتمين في هذا المجال طرح القضية المهدوية من خلال الفنون في الجوانب التالية:
1. كأمل منشود لكل المستضعفين والمظلومين والمحرومين المنتظرين.
2. كمنقذ موجود لإنقاذ القيم ونشر الفضائل التي تحتضر في عالم يسيطر عليه السباع المتوحشين في صورة بشر.
كوعد موعود من قبل الله تعالى ووعد الله تعالى لا يخلف، فهو حتم لازم للإنسانية المعذبة تحت شعار الأنبياء وهو: يغض الظلم ومناهضة الظالمين أيا كانوا بما فيهم النفس، وسعي دائم لإبراز الفضائل والسجايا الإنسانية الحسنة.
الحوزات العلمية: تحتل الدور البارز في عملية التربية الممهدة من خلال المسؤولية التي يجب أن يتحملها العلماء والدعاة إلى الله ويمكن إجمال دور الحوزات في النقاط التالية:
1) زرع الإيمان في قلوب المؤمنين بفكرة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
2) بث البرامج العلمية المناسبة لتهيئة الأرضية للصالحين، وذلك برسم الطريق الفقهي –إضافة إلى العقائدي- المطلوب من المكلف بمعنى أن بقاء شريعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم -بمعنى التكاليف- هو من أهم ما يمهد للظهور، وحفظ الشريعة هو الدور البارز للحوزة من خلال ما كتب من أحاديث أهل البيت عليهم السلام في بحوث علمائنا ومواصلة خط حفظ الكتب الحديثية.
3) تأسيس المراكز المختصة بقضية الإمام المهدي عليه السلام.
4) رفد الفكر الثقافي والخطابي بالأفكار المهمة الممهدة للظهور.
5) الوقوف ضد مدعي المهدوية زوراً وكشف ألاعيبهم والإجابة على الشبهات الواردة حوله.
هذا وكل ذلك يمكن تطبيقه على كل مؤسسة تربوية في المجتمع ابتداءً بأصغرها وهي الأسرة وتعميمها في المساجد والأندية والمدارس والجامعات.
التحدیات، والعقبات، والأضرار في التربیة الممهّدة والمعدّة للظهور:
لا يخلو أي مشروع ناجح من عقبات وبقدر ما ترتفع أهمية ذلك المشروع تزداد العقبات والأخطار المحدقة به ولا شك أن عملية تطهير الأرض و تحقيق العدل على وجه الأرض هو أعظم وأكبر مشروع بشري وسماوي على الإطلاق لذا فحريٌ بنا أن نشير إلى أبرز العقبات والتحديات سواء على الصعيدين الإسلامي والغير إسلامي:
الإعلام اليهودي والوهابي ضد القضية المهدوية:
أكَّد الرسول (ص) وأهل البيت(ع) على دور اليهود في آخر الزمان وهذا أحد معاني الإعجاز الغيبي ودليل على عظمة النبي وصدق قوله إذ هو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
ونحن نشاهد في عصرنا، تغلغل الفكر اليهودي في مجتمعاتنا والذي نلمسه ونرى صوره يوميا من فضائيات تنشر التعري والفجور إلى حركات هدامة وصناعة الأفلام المسيئة للإسلام والتي تمس أصل العقيدة الإسلامية، هذا غير الكتابات الساخرة ضد الدين.
أمَّا اليد الوهابية فقد أساءت للدين من خلال محاولاتهم الجادة في تشويه صورة الإسلام أمام العالم أجمع، وبيان هذا الدين على انه دين عنصري متعصب يستغل المرأة ويسخر من الآخرين ويستغلهم.
كما ساهم هذا الفكر في الإساءة للدين عن طريق تكفير المسلمين الشيعة لا لشيء سوى لكونهم من أتباع أهل البيت ويصدرون في سبيل ذلك الفتاوى التي تبيح سفك دماء الشيعة وهدم قبور أئمتهم عليهم السلام.
ادِّعاء المهدوية والسفارة:
و خطورة هذه الظاهرة تكمن في انحراف أبناء المجتمع المسلم عن العقيدة الحقة وهذا يعني الهلاك الحتمي لهم واستحقاقهم لسخط الله وعقوبته (سبحانه وتعالى). فإن الانحراف في المعتقدات المهدوية يعني الانحراف أصل الإمامة وخروج المؤمن عن طاعة إمام زمانه، بل إذا أخطأ في تشخيص الإمام الحق فاتبع أئمة الظلم والجور فإنه سيكون مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية»
ويمكن تلخيص أهم العوامل المؤدية إلى ظهور هذه المشكلة بما يلي:
1) ضبابية وغموض القضية المهدوية لأسباب أهمها:
تعلق القضية المهدوية بالأمور الغيبية أكثر من تعلقها بالأمور المشهودة المحسوسة و اشتمال الآيات والروايات المتعلقة بقضية الإمام المهدي عليه السلام على المحكم والمتشابه والمجمل والبين إضافة إلى غموض بعض مفردات ومفاهيم القضية المهدوية كمفردة الانتظار وعدم التفريق بين الانتظار السلبي والانتظار الايجابي، ومفهوم الغيبة ومعناها والحكمة منها، ومفهوم أن الأرض لا بد أن تملأ ظلما وجورا قبل ظهوره عليه السلام وغيرها من المفردات والمفاهيم التي بقي الظلام يملأها حتى سيء فهمها وتسببت هي الأخرى في غموض العقيدة المهدوية.
كما أن من أهم العوامل بقاء دعاة الحق ولفترات زمنية طويلة تحت سلطة أنظمة وحكومات تحارب وتمنع التثقيف والدعوة لقضية الإمام المهدي وتعرض المتصدي لها لأشد أنواع العقوبات والمطاردة وهذا العامل قيد المبلغين بشكل كبير من إنارة الطريق تجاه هذه القضية.
2) تصدت لهذه القضية من الطرف المعادي عقول ذات أهداف هدامة قامت بتشويه الصورة الجميلة لها وإظهارها بمظهر بعيد كل البعد
عن الحقيقة. كما في كتابات ابن بطوطة و ياقوت الحموي.
3) إنكار بعض الطوائف لنفس أصل الإمامة وذلك لإنكارهم حق الإمام علي بالإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجرَّهم ذلك إلى إنكار كل الأئمة بعده وإنكار إمامه الإمام المهدي عليه السلام و حتى لو آمنوا بأن هناك مهدي سيظهر، لكنهم لا يعترفون بأنه المهدي بن الحسن العسكري عليهم السلام فهذا ما لا ترضاه نفوسهم ويأباه تعصبهم.
4) تطور وتقدم المؤسسات والمراكز الثقافية والإعلامية المعادية والتي تثير الشبهات والطعن بقضية الإمام المهدي عليه السلام، وذلك للتفوق الكبير في إمكاناتهم الاقتصادية والفكرية.
توقيت الظهور
وردت عن أئمّة الهُدى عليهم السّلام روايات كثيرة في المنع من التوقيت، فقد رُوي أنّ مهزم الأسديّ دخل على الإمام الصادق عليه السّلام فقال له: أخبِرني جُعِلتُ فداك، متى هذا الأمر الذي تنتظرونه، فقد طال؟! فقال عليه السّلام: يا مهزم! كَذِب الوَقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلِّمون، وإلينا يصيرون.
ففي الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة على مستوى بعض الكتّاب تتمثل في تحديد وقت أو زمن أو تعيين العام الذي سيظهر فيه الإمام عجل الله فرجه، وهذا حتى إن دلَّ على التلهّف إلى سرعة تحقق البشارة النبوية إلا أنَّ ذلك يتعارض مع فلسفة الانتظار، ويؤدي إلى يأس وقنوط الأمة روي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق، وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده، كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة) .
الانشغال بعلامات الظهور وترك الأهم
أن تعامل البعض بخصوص الأخبار الغيبية، وبالأخص مع قضية الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، قد جاء لينذر بانحراف خطير في المجال العقائدي، فضلاً عن المجال العلمي، وذلك حينما اقتصر على زاوية واحدة منه، وهي تلك التي تشغل بال الناس، وتستأثر باهتمامات الأكثرية منهم، ألا وهي علامات ظهوره (عليه السلام) وما رافق ذلك من أخبار غيبية بما سيحدث في آخر الزمان.
وقد استبطن ذلك إهمال سائر مفردات ومجالات التعامل مع هذه القضية حتى أصبحت في عالم النسيان، فلا تكاد تخطر على البال، ولا تمّر على الخاطر، رغم أنها هي الأهم والأكثر مساساً بحياتهم وبوجودهم، وعلى رأسها التعامل معه عليه السلام كقائد للمسيرة، ومهيمن على السلوك، والموقف، وموجّه لها.
وهكذا.. لم يعد الإمام المهدي بالنسبة للكثير هو ذلك الإمام الحاضر والناظر، الذي يعيش من أجل قضية، ويعمل ويضحّي، ويدعو إلى العمل والجهاد والتضحية من أجلها وفي سبيلها.
كما أننا لم نعد نحمل هُمومه كما يحمل هو هُمومنا، ولا نشعر معه كما يشعر هو معنا، ولا نرقب حركتنا معه كما يرقب هو حركتنا، ولا نتوقع منه، ولا نريد أن يتوقع منا أي عمل إيجابي تجاه القضية الكبرى التي يعيشها، ويجاهد ويعاني في سبيلها وفي قضيتنا قضية الإسلام والإنسان، وهي القضية الأكثر أهمية وحساسية بالنسبة لنا، لأنها تمس وجودنا ومستقبلنا ومصيرنا في الصميم.
وطبيعي أن يترك هذا التعامل منا مع موضوع الإمام المهدي (عجل الله فرجه) آثاره السلبية، والخطيرة على مجمل الحياة التي نعيشها لأنه يمثل انفصالاً حقيقياً عن القيادة، وعن القائد من جهة، ولأنه يضع المزيد من العقبات والمصاعب في طريق القائد نفسه.
سلوكيات خاطئة في طريقة الاحتفال بولادة الإمام المهدي (عليه السلام):
حيث يُلاحظ أن الوسائل والطرق تخرج عن حد الضوابط الشرعية كالتصفيق والرقص بإيقاعات وطرق غريبة لا تليق بقدسية هذه المناسبة، والغناء والطرب الذي يمارسه بعض الإفراد، كل هذا يحصل في مناسبة ولادة أمل الأمة وبقية الله في خلقه.
الحوزة المهدوية النسائية للعلوم الإسلامية و التربية المهدوية
إيماناً منها أنَّ للمرأة في عصر التهيئة للظهور، نفس الدور الذي هو للرجل، وبنفس الحساسيّة، وبنفس التكليف، و أنَّ المرأة تمثل النواة لكل المجتمعات، وأنَّ صلاح المجتمع رهن صلاح المرأة حيث لا يكون نهوضها إلا من خلال فهمها وإدراكها بقضية السماء ودعوة الإمام (عج) فإن الحوزة المهدوية النسائية قد تميزت في مضمار التربية والتمهيد للظهور المقدس من خلال الخطة والمنهج المتميز الذي تتبناه الحوزة والذي جعلت من هدفه شعاراً لها (علمٌ و عمل تمهيداً للظهور).
لذا و بحكم الانتماء لهذا الصرح الممَّهِّد وانطلاقاً من كونه أحد أكبر المشاريع الدينية الفاعلة في التربية الممهدة في مجتمعنا وذلك لما توليه هذه الحوزة من اهتمام عظيم بالتربية الروحية والسمو الأخلاقي عن طريق الحرص على تهذيب النفس وتحليتها بالأخلاق الفاضلة وتقوى الله والورع عن محارمه في عصر الغيبة،وجب أن ننوه لأهم الخصائص التي جعلت من هذه الحوزة صرحاً متميزاً في العملية التربوية الممهدة:
1. الاهتمام البالغ بالجانب الأخلاقي للطالبة المهدوية من خلال توقيع الميثاق الأخلاقي ضمن شروط الانضمام للحوزة.
2. التركيز على التغذية الروحية للطالبة المهدوية والرفد المستمر لها من خلال المحاضرات الأخلاقية القيمة التي تلقيها سمـاحة العالمة الفاضلة السيدة أم مهدي الموسوي في المواسم المختلفة.
3. العناية الخاصة بدروس الأخلاق والحرص على ترجمتها عملياً من خلال الجداول الأخلاقية التي تشرف عليها سمـاحة السيدة الفاضلة وتؤكد عليها أساتذة الأخلاق المتميزات والأكفاء في هذا الجانب.
4. إضافة درس العرفان العملي كدرس تكميلي للمنهج الدراسي الحوزوي، ومن خلاله تسعى السيدة الفاضلة للسمو الروحي بطالباتها المهدويات وتمهيد سُبُل السير والسلوك للراغبات عن طريق دعمهن بالوصايا الخاصة وبالأربعينيات التي تقام طوال العام بما يناسب متطلبات المرحلة، كل ذلك سعياً من سمـاحتها لخلق جيلٍ مؤمنٍ واعٍ جدير بأن يحمل شعار التمهيد للظهور المقدس ويتحمل المسؤولية الملقاة إليه في هذا المجال.
5. هذا بالإضافة إلى الحرص على ربط الطالبة بالقضية المهدوية وجعلها حاملةً لِهَمِّ الغيبة ولأمل الظهور من خلال الأجواء الخاصة التي توفرها الحوزة من قبيل افتتاح كل درسٍ وختمه بدعاء الفرج للإمام عجل الله فرجه الشريف،واتخاذ التمهيد شعاراً مباركاً للحوزة (علمٌ وعمل تمهيداً للظهور).
6. حرص الحوزة على الوصول بالطالبة المهدوية إلى أعلى المستويات العلمية والثقافية في كافة العلوم الحوزوية من خلال المناهج الدراسية المقننة والمركَّزة والتي تسهم كثيراً في النمو الفكري والعقائدي وزيادة القدرة العقلية لطالبة العلم.
7. كل ذلك بالإضافة لحرص إدارة الحوزة على مواكبة الطالبة للتطورات التقنية للوصول بها لأفضل المستويات على الصعيد الفني والتقني العام والإلمام بمجالات استخدام الحاسب الآلي والشبكة العنكبوتية عن طريق إدخال دروس الحاسب في نظام الخطة الدراسية وتطبيق الامتحانات الالكترونية في الآونة الأخيرة وذلك لتقوية أساليب استخدام التقنية الحديثة عند الطالبة المهدوية لتواكب بذلك متطلبات العصر.
الخلاصة
حاولنا في هذا البحث المتواضع تسليط الضوء على أهمية التربية الممهدة للظهور المقدس وأهدافها انطلاقاً من أنَّ عملية الإصلاح العالمي هي عملية تفاعلية تقوم بين طرفين هما القائد والأمة وحيث أن الأمة مصدر النقص والخطأ، والقائد هو مصدر الكمال والعصمة وواسطة الفيض فإنه لا بد لهذا القائد العظيم والمخَّلّص العالمي أن يكون له الدور الأكبر في الأخذ بيد أبناء الأمة نحو ما فيه صلاحها واستقامة أمرها وتأهيلها لأن تكون ظرفاً صالحاً وبيئةً نموذجية ً لدولة الحق العالمية.
وبالمقابل فإنه لا بد للمؤمنين في عصر الغيبة أن يتفاعلوا مع قائدهم الغائب عن طريق إصلاح ذواتهم وتهيئة أرضياتهم عن طريق عملية التزكية النفسية بدءً بأنفسهم و انتهاءً بأبناء مجتمعهم وأجيالهم اللاحقة وذلك بتوجيه عملية التربية الإسلامية على المستوى الفردي والاجتماعي نحو التمهيد لظهوره الشريف وذلك عن طريق تفعيل المؤسسات الثقافية والتقنيات الحديثة وترشيد محتوى المناهج التربوية والتعليمية بما يتناسب مع هذه الغاية الكبرى، كما أجملنا أهم تحديات التمهيد على الصعيدين الإسلامي و الغير إسلامي بغية أن يكون المنتظر يقظاً تجاه ما يثار في الساحة.
وختمنا البحث بالوقوف عند محطة لها ثقلها الكبير وفاعليتها المرجوة في التربية الإسلامية الممهدة في المنطقة ألا وهي الحوزة المهدوية النسائية للعلوم الإسلامية حيث أخذت هذه المؤسسة على عاتقها مسؤولية عظيمة تجاه هذا الدور الحساس وامتدت فروعها في مختلف مناطق الجزيرة العربية لتُلقي ثمارها في غدٍ مشرقٍ قريبٍ إن شاء الله بظهور القائد المرتقب رافع راية الحق الإمام المهدي المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
https://ayandehroshan.ir/vdcb.8b8urhb50iupr.html
ارسال نظر
نام شما
آدرس ايميل شما